1. الاِسْتفهام وأَدواته
1. وما أنس م الأشياء لا أنس
قولهاوقد قُرِّبت نِضْوِي،[ أَ مِصر تريد؟](جميل)
2. سأل دمنة الأسد:" هل راب الملك سماع هذا الصوت؟"
3. "فقالت المرأة: كيف تدعو الناس إلى طعامك، وليس في بيتك فضل عن عيالك"(كليلة ودمنة)
4. "وقال له: متى قدمت هذه البلاد؟ وما أقدمكها؟ فقص شتربة عليه قصته. " (كليلة ودمنة)
5. فَأَينَ الأَمَانِي وَأَلْحَانُها؟ وأَينَ الكؤوسُ؟ وَأَينَ الشَّرابْ(الشّابي)
6. قال اللّه تعالى:{قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فأَنَّى تُؤْفَكُونَ }يونس34
الجمل السابقة جميعها تفيد الاستفهام، وهو طلب العلم بشيء لم يكن معلوماً من قبل.
أداة الاستفهام في المثال الأوّل " الهمزة "[ أَ مِصر]،و بثينة في هذا المثال تعْرف أن فعل السّفر منسوب إلى جميلٍ، فهي لذلك لا تطلب معرفة نسبته إليه، وإنما تطلب معرفة وجهة السّفر، وتنتظر من جميلٍ أن يعينها لها،ولذلك يكون جوابه بالتعيين فيقول لها:"مصر"/"الشّام"...مثلاً . فهي تسأل عن المفرد وهو يرد دائماً بعد الهمزة مباشرة ، وقد نجد لهذا المفرد معادلا يذكر بعد "أم" [أمصر تريد أم الشّام؟]. وقد يحذف هذا المعادل كما في المثال.
المتكلم في المثال الثّاني[ دمنة ] متردد بين ثبوت نسبة الخوف من الصّوت، للأسد و بين نفيها، ولذلك فهو يطلب معرفة هذه النسبة ويكون جواب الأسد بنعم إن أريد الإثبات، وبلا إن أريد النفي.
تعلّق السؤال في المثالين الأوَّل والثاني بمضمون كلٍّ من الجملتين كاملا،أي بحصوله من عدمه.
في الأمثلة3و4و5و6 استعمل المتكلّمون أسماء الاستفهام التي يتعلّق كلّ منها بمكوّن من مكوّنات الجملة الاستفهاميّة وقد دلَّ كلّ منها على معنى محدّدٍ:
=>"كيف" طُلِب بها تعيين الحال/"متى " طُلِبَ بها تعيين الزمان[ متى قدمت ] / " ما " يطلب بها تعيين غير العاقل[ ما أقدمكها؟ ]، وقد يطْلَبُ بها شرح الاسم [ ما الاستفهام؟]/"من" يطْلَبُ بها تعيين العاقل[من فتح الأندلس؟] /"أين " يطلب بها تعيين المكان[ أَينَ الكؤوسُ؟ ]/" أنَّى " تكون بمعنى كيف[أَنَّى تُؤْفَكُونَ].../"كم" يطلب بها تعيين العدد /"أي " يطلب بها تعيين أحد المتشاركَيْن في أَمر يجمعهما.
الاِسْتِفْهامُ طلَبُ الْعِلْمِ بشيء لَمْ يَكُن مَعْلوماً مِنْ قَبْلُ،فهو من الإنشاء الطّلبيّ. وهو نوعان:
1. استفهام متعلّق بمضمون الجملة،ينجز بحرفي الاستفهام:[أ] و[هل]
2. استفهام متعلّق بأحد عناصر الجملة وينجز بأحد أسماء الاستفهام،وهي:[منْ]للعاقل/[ما] لغير العاقل/[ مَتَى/أيّان] للزّمان/[ كَيفَ] الكيفيّة/[ أيْنَ] للمكان/[أَنَّى] تأتى لِمَعَان عِدَّةٍ= بمعْنَى كَيْفَ، و مِنْ أَيْنَ، و مَتى/[كمْ]الكميّة أو العَدَدِ/[أي] للتَعْيينُ .
2. معاني الاستفهام البلاغيّة.
1. مــــــــا هذه الدنيا الكريهة ُ؟ ويلَها
حَـــــــــقّتْ عليها لَعْــــــــنَة ُ الأَحْقابِ !
2. الـــــــــوَيلُ للحسَّاسِ في دُنياهمُ!
ماذا يُلاقي من أَسَى ّ وعَذِابِ؟
3.فَأَينَ الأَمَانِي وَأَلْحَانُها؟
وأَينَ الكؤوسُ؟ وَأَينَ الشَّرابْ(الشّابّي)
4. أتلْتَمِسُ الأعْداءُ بَعْدَ الذي رأتْ
قِيامَ دَليل أو وضُوحَ بـيان؟(التنبّي)
5. قال اللّه تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ }التين8
6. إلامَ الْخُلْفُ بَيْنَكُمُ إِلا مـــا؟ وهَذِه الضَّجةُ الكُبرَى عَلامَا (شوقي)
7. وقال المتنبي يخاطب الحمى:
أَبنْتَ الدَّهْر عندي كلُّ بــنْتٍ فَكيف وَصَلْتِ أَنْتِ من الزَّحَام؟
8. ألا ليت شعري هل أبيت ليلة بوادي القرى؟ إنّي إذن لسعيد.(جميل)
تدبر الأمثلة المتقدمة تجد الاستفهام قد خرج عن معناه الأصلي(طلَبُ الْعِلْمِ بشيء لَمْ يَكُن مَعْلوماً) فالشّابي لا يطلب معرفة شيء، وإِنما يكشف عن ازدرائه للدنيا التي يراها كريهة فدل الاستفهام على التّحقير. وهو في المثال الثّاني يستعظم ما يلاقيه الحسّاس من عذاب فجاء الاستفهام للتعظيم.كما أنّه في المثال الثّالث يعبّر عن خيبة الأمل نافيا تحقّق أمانيه اللّذيذة فأفاد الاستفهام النّفي .
وأبو الطيب في المثال4 ينكر على الأعداء ارتيابهم في عُلوِّ شأن كافور ،فالاستفهام في البيت يفيد معنى الإِنكار.
وأمَّا الآية الكريمة [المثال 5] فتريد أن تحمل السَّامع على الإِقرار بأنَّ اللّه تعالى هو أقضى القاضين وأحكم الحاكمين في كل ما خلق، فالاستفهام هنا للتقرير.
وأحمد شوقي [المثال 6]يلوم مواطنيه على تماديهم في الشِّقَاقِ والتنافر فدلّ الاستفهام عن معنى التوبيخ والتقريع.
أبو الطيب [المثال 7] يتعجّب من تمكّن الحمّى من الوصول إليه من بين زحام المصائب التي تحيط به.
جميل [المثال 8] لا يسأل الاذن ليبيت بوادي القرى بل هو يعبّر عن تمنّيه تحقّق القرب من حبيبته .
قَدْ يَخْرُجُ الاستفهام عَنْ معَانِيه الأَصْلِيَّةِ لمعَانٍ أُخْرى تستفَادُ من سياق الكلام كالنَّفْي، والإِنْكَار، والتَّقْرير والتَّوْبيخِ والتعظيم، والتحقير والتَّمَنِّي والتشويق والاستبطاء والتَّعَجبِ، والتّسْويةِ.
0 comments:
Post a Comment