Home » » الإنشاء الطّلبيّ:التّمنّي والتّرجّي

الإنشاء الطّلبيّ:التّمنّي والتّرجّي

1. التّمني:

1. ليتني كنت كالسّيول إذا سالت تهُدُّ القبور رمسا برمسِ(الشّابّي)
2. أنادي الرّسم لو ملك الجوابا
وأجزيه بدمعي لو أثابا(شوقي)

3. يا ليتنا – والمنى ليست مقربة أنا لقيناك والأحراس قد رقدوا(جميل)
4. أقلّب طرفي في السّماء لعله يوافق طرفي طرفها حين تنظر(جميل)
5. {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ }آل عمران30

 الأمثلة السّابقة جميعها من الإِنشاء الطلبي.وقد كان المطلوب في كلٍّ منها أمراً محبوباً لا يرجى حصوله ،إِما لكونه مستحيلاً كما في المثال الأول حيث تمنّى الشّابّي أن يمتلك قوّة السّيول..وهذا أمر مستحيلُ ، و إِما لكونه ممكناً غير مطموع في نيله كما في المثال الثّالث،حيث عبّر جميل عن رغبته في اللّقاء بالحبيبة على غفلة من الحرّاس وهو أمر غير مستحيل ولكنّه بعيد التّحقّق ويسمى هذا الضرب من الإِنشاء بالتمني.

الأدوات التي أفادت التمني في الأمثلة السّابقة هي: ليت /لو/ ودَّ/لعل

 التمني: طَلَبُ أمْرٍ مَحْبُوبٍ يمتنع حُصُولُه امتناعا تامًّا أوشبه تامٍّ، إمَّا لِكَونِهِ مُسْتَحِيلاً، وإِمَّا لكونه مُمكِناً لا يُطْمَعُ تَحْصيلُهُ.وهو من الإنشاء الطّلبيّ.

 يُنْجَزُ التّمنّي بأداته[لَيتَ]،أو بواسطة فعلٍ يعبّر عن معنى التّمنّي[ودّ/تمنّى/أمِلَ...] وقد ينجز التمنى بواسطة أدوات لم توضع له في الأصل كـ [لو] و[لَعلّ] . كما قد تخرج بعض أساليب الإنشاء الطّلبيّ كـ[الاستفهام /الأمر/النّهي] لتفيد معنى التّمنّي.

2. التّرجّي:

1. قال الصّائغ للسائح:" فإن أتيت يوماً من الدهر لمدينة نوادرخت فاسأل عن منزلي: فأنا رجل صائغ لعلي أكافئك بما صنعت إلي من معروف"(كليلة ودمنة)

2. إنّي ذاهب إلى الغاب عَـلِّي في صميم الغاب أدفن بُؤْسي(الشّابّي)
3. وعاذلون لَحَوني في مودّتهـ يا ليتهم وجدوا مثل الذي أجد(جميل)
4. لو تبذلين لنا دلالك لَمْ نُرِدْ غير الدّلال، وكان ذاك كفانا.
5. "قال برزويه: هذا الأمر الذي قدمت له، لمثلك ذخرته، وبك أرجو بلوغه؛ وأنا واثقٌ بكرم طباعك و وفور عقلك." (كليلة ودمنة)

6. قال اللّه تعالى:{فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ }القصص67

7. هل الحائم العطشان مسقًيٌّ بشربة من المزن تروي ما به فتريح(جميل)
 اُنْظُرْ فيما صاغه المتكلّمون من مطلوب في كلّ واحدٍ من الأمثلة السّابقة تَجِدْهُ محبوبا ممكناً مطموعاً في حصوله [فالصّائغ يمكنه أن يكافئ السّائح إذا ما زاره يوما،وكذا الشّابّي،في المثال الثّاني يُمكنه أن يجد السّكينة المنشودة في الغاب فينسى ألمه...] لذا كان هذا الطَّلَبُ ترجِّياً .

الصّيغ التي عبَّرت عن التَّرجِّي:الأداتان:[لعل: المثال الأوّل +علّ:المثال2]،الفعل الجامد[عسى:المثال6]،بعض الأفعال ومشتقّاتها[أرجو:المثال5] و قد تستعمل للتعبير عنه [ليت:المثال3 ولو:الثال4] لسبب يقصده المتكلّم فما طلبه جميل [المثال3] ممكن التّحقّق غير أنّ المتكلّم أظهره في صورة الأمر بعيد المنال، ليظهر جمود عاطفة العاذل وتحجّر الإحساس عنده.أمّا المثال7 فقد دلّ الاستفهام عن مطلوب ٍممكن التّحقّق[أن يُسقى العطشان بشربةٍ]

قد تدلّ بعض أساليب الإنشاء الطّلبيّ على التّرجّي إذا تعلّق معناها البلاغي بمطلوب ممكن الوقوع.


التّرجّي إنشاء طلبيّ يعبّر من خلاله المتكلّم عن رغبةٍ ممكنة التّحقُّقِ.

يتحقّق التّرجّي بواسطة الأداتين الأصليّتين :

لعلّ: حرف رجاء قد يفيد التّمنّي إذا كان المطلوب شبه ممتنع ويستفاد ذلك من السّياق.
عسى.
أو الأفعال [ودّ/أحبّ/أمِل...] وما يتّصل بها من مشتقّاتٍ.
قد تفيد بعض الأدوات الموضوعة للتّمنّي كـ[ليت/لو] معنى التّرجّي إذا كان المرغوب فيه ممكن التّحقُّقِ.

قد يُستفاد من بعض أساليب الإنشاء الطّلبي،كالاستفهام والأمر والنّهي، معنى التّرجّي إذا دلَّ على مرغوبٍ ممكن الوقوع.

0 comments:

Post a Comment

 
Support : Your Link | Your Link | Your Link
Copyright © 2013. اللغة العربية وادبها - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website Published by Mas Template
Proudly powered by Blogger